7 - هل في الكتاب المقدس متناقضات؟
(أ) مشكلة اختلاف الأسماء: * الرد: للشخص أكثر من اسم. مثال: مشكلة اسم أبي إبراهيم: هل هو آزر كما يقول القرآن في سورة الأنعام 74:6، أم تارح كما تقول التوراة في تكوين 27:11؟ (انظر تفسير الطبري على الآية).
(ب) سبع أم ثلاث سنوات جوع؟ 2صم 13:24 (7 سنوات) 1أخبار 12:21 (3 سنوات).
* الرد: مجاعة خفيفة سنتان تسبق وتلحق ثلاث سنوات عِجاف.
(ج) 700 أم 7000 مركبة؟ 2صم 18:10 (700) 1أخبار 18:19 (7000).
* الرد: هي 700 مركبة، بكل مركبة عشرة جنود. "قتل داود المركبات" يعني قتل الجنود الذين فيها.
(د) سعة الحوض 2000 أو 3000 بثّ ماء؟ 1ملوك 26:7 (2000 بث) 2 أخبار 5:4 (3000 بث).
* الرد: يمتلئ الحوض بثلاثة آلاف بث ماء إن امتلأ لحافته. لكنهم كانوا يملأونه بألفين فقط،ليتمكن الكهنة من الاستحمام فيه.
(هـ) عند الملك سليمان 40 ألف مذود خيل أو أربعة آلاف فقط؟ 1ملوك 26:4 (40 ألفاً) 2أخبار 25:9 (4000).
* الرد: أربعة آلاف مذود كبير، بكل مذود عشرة عيون - 4000 كبيرة وأربعون ألفاً عدد العيون. أو أن العدد في بداية حكم سليمان كان قليلاً، ثم زاد في نهاية حكمه.
جاءت كل الانتقادات ضد الكتاب المقدس من رجال علم اللاهوت المتطرفين، أصحاب نظرية النقد العالي، والنقد الواطي. النقد العالي يركز على ما يظنه تناقضاً بين الكتاب المقدس والتاريخ العالمي. أما النقد الواطي فيركز على ما يظنه تناقضاً بين نصوص الكتاب المقدس نفسها.نموذج لاتهامٍ بخطإٍ في الكتاب من أصحاب نظرية النقد العالي: لما فسّر دانيال الكتابة على الحائط جعل بيلشاصر دانيال الثالث في المملكة (دانيال 7:5 و10 و29). وكان يجب أن يجعله ثانياً، كما فعل فرعون بيوسف (تكوين 40:41 و43).
* الرد: كشفت الحفريات بعد هذا الاتهام أن بيلشاصر كان قائمقام والده الملك نبونيدس، فكان هو الثاني في المملكة، لذلك جعل دانيال ثالثاً.ما نسمعه اليوم من نقد عالٍ أو واطٍ للكتاب المقدس له ردود وافية.
8 - صدق نبوات الكتاب المقدس:
جاءت نبوات الكتاب بتفصيلات دقيقة، لا يمكن أن تكون قد تحققت بالصدفة، أو لأن قائلها كان قارئاً حكيماً للمستقبل.
++ نموذج من النبوات عن المسيح:
* مكان ميلاده (ميخا 2:5). * من عذراء (إشعياء 14:7). * قتل أطفال بيت لحم وقتها (إرميا 15:31). *الهروب من مصر (هوشع 1:11). * دخول المسيح الانتصاري إلى أورشليم (زكريا 9:9). * يخونه صديق بثلاثين من الفضة (مزمور 9:41 وزكريا 12:11). * يشترون بالفضة حقلاً (زكريا 13:11). * يُصلب المسيح مع الأشرار (إشعياء 12:53) * يداه ورجلاه (مزمور 6:22و
. * يُطعن في جنبه (زكريا 10:12). * يقوم من بين الأموات (مزمور 10:16). * يصعد للسماء (مزمور 18:68). ".
9 - لو تحرَّف الكتاب: متى وأين وكيف؟
+ متى؟ .. قبل القرآن أو بعده؟* لو قالوا: قبله، قلنا: كيف إذاً يطالب القرآن المسلمين أن يرجعوا إلى أهل كتاب محرّف! * لو قالوا: تحرّف بعد القرآن، أريناهم مئات النسخ منه، سابقة لزمن القرآن، متطابقة مع ما بأيدينا اليوم.
+ أين تم الحريف؟ .. أين اجتمع مجمع كنسي عالمي، مسيحي ويهودي معاً، اتفق فيه الحاضرون على الحذف والإضافة في توراتهم وإنجيلهم، ثم أعدموا بعد هذا الاتفاق كل النسخ المحتلفة ما عدا نسختهم المتَّفق عليها .
+ من قام بالتحريف؟
* هل هم اليهود؟ .. لن يسمح لهم المسيحيون بذلك. * هل هم المسيحيون؟ .. لقد كانوا مختلفين طوائف متحاربة، بشهادة القرآن (البقرة 253:2 والمائدة 14:5 و15). فكيف يتفقون على التحريف؟
ولقد كان هناك مسيحيون أتقياء، لا بد سيرفضون هذا التحريف، لأنه يحرمهم من الحياة الأبدية ويصيبهم بالعقاب الإلهي (رؤيا 18:22 و19). ويشهد القرآن بوجود هؤلاء الأتقياء (الحديد 26:57 و27).
+ ونسأل أيضاً: أية أجزاء تحرّفت، وأيتها حُذفت، وأيتها بقيت سليمة؟ * عندنا نسخ أصلية بالعبرية واليونانية، وعندنا ترجمات قديمة متعددة تعود إلى القرون المسيحية الخمسة الأولى في متحف لندن النسخة السينائية (كُتبت في سيناء) في القرن الثالث م 400 سنة قبل محمد. * وعندنا العهد الجديد كله مقتبساً في كتابات الآباء المسيحيين الأولين (ما عدا 11 آية). يمكن إعادة كتابة العهد الجديد من تلك الاقتباسات إذا لزم الأمر.
10 - اليهود والمسيحيون يحبون كتابهم:
* كان بين المسيحيين واليهود من يحبون ربهم وكتابهم، ولا بد أن هؤلاء كانوا يقاومون أي تحريف يحدث (المائدة 82:5 والصف 14:61). * الكتاب المقدس يغيّر حياة من يقرأه (يو 5:3-
ويعلّمه الأمانة (أف 10:2). فكيف يكون كل أتباع الكتاب مخادعين يحرّفون كتابهم؟
11 - هل نسخ القرآن الكتاب المقدس؟
النسخ أن تزيل شيئاً وتُحِلّ محلّه شيئاً آخر.ولم يرد في القرآن ذكر لنسخ التوراة أو الإنجيل. ينصبّ النسخ على آيات القرآن وحدها (البقرة 106:2 والحج 52:22). في "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي نجد المنسوخات التالية، وأمثلة لها، تحت باب "الناسخ والمنسوخ" ج2 ص 20. هناك أربع آيات عن الخمر، ثلاث منها منسوخة: النحل 67:16 "تتَّخذون منه سَكَراً ورزقاً حسناً" - البقرة 219:2 "يسألونك عن الخمر والميسر،قُل فيهما إثمٌ كبيٌر ومنافعُ للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما" - النساء 43:4 "لا تقرَبوا الصلاة وأنتم سكارى" - المائدة 90:5 "رجس من عمل الشيطان". هناك ثلاث آيات عن القِبلة، اثنتان منها منسوخة: البقرة 125:2 "اتَّخذوا من مقام إبراهيم مُصلَّى" - 142:2 "قُل لله المشرق والمغرب" - 144:2 "فلنُولِّينَّك قِبلةً ترضاها، فولِّ وجهك شَطر المسجد الحرام". النسخ في القرآن هو عن الآيات القرآنية فقط: البقرة 106:2 والحج 52:22. هناك آيات قرآنية نُسخ حكمها وبقي حرفها، مثل "خُذ العفو، وأمُر بالعُرف، وأَعرِض عن الجاهلين" (الأعراف 199:7)، أولها وآخرها منسوخ، ووسطها مُحْكَم! وهناك آيات قرآنية نُسخ حرفها وبقي حكمها، مثل "والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة نِكالاً من الله". وهناك آيات قرآنية نُسخ حرفها وحكمها معاً، مثل "إن خير الدين عند الله الحنيفية.." و"لو أن ابن آدم سأل وادياً من مال، فأُعطيه، سأل ثانياً. وإن سأل ثالثاً فأُعطيه سأل ثالثاً ..". أما نصوص الكتاب المقدس فلا ناسخ ولا منسوخ فيها.
12 - إنجيل واحد أم أربعة؟
جاءت كلمة "إنجيل" دائماً بصيغة المفرد. وهو الخبر السار الواحد: أن المسيح جاء لأرضنا ليخلّصنا. أما رواة هذا الخبر المفرح فكثيرون (لوقا 1:1-4). اختارت الكنيسة بإرشاد الروح القدس، رواية أربعة من مدوّني قصة حياة المسيح، فصارت أربع روايات لخبر مفرح واحد.
13 - إنجيل برنابا، إنجيل مزيَّف؟
كاتبه على الأغلب يهودي اعتنق الإسلام في أوربا في القرن 15. قال عباس العقاد (الأخبار 26 أكتوبر 1959) إن الكثير من عباراته كُتبت بصيغة لم تكن معروفة قبل شيوع اللغة العربية وما جاورها بالأندلس، وتتكرر فيه أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمدة، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما فيه من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن . وقال د. محمد غربال (الموسوعة الميسّرة) إنه إنجيل مزيف وضعه أوربي في القرن 15. ولو كان هذا الإنجيل موجوداً بين القرنين 8 و14 لأشار إليه قدامى المفسرين المسلمين، مثل الطبري وابن كثير. ولكن علماء المسلمين (حتى عام 790هـ قرن 14م) ذكروا فقط الأناجيل الأربعة المعروفة للمسيحيين. قال الإنجيل المزيف إن أورشليم والناصرة ميناءان (فصل 1:20 و2 ؛ 3:92). وذكر في فصل 13:112-17 أنه شُبِّه لليهود أنهم صلبوا المسيح. وقال في فصل 8:124-10 إن الحق قد زال من كتب موسى. وقال إن اليهود كانوا يضعون الخمر في براميل (فصل 25:152). وهو يناقض القرآن، فهو يقول إن السماوات 9 (فصل 3:105-
والقرآن يقول إنها 7 (الإسراء 44:17). وقال إن العذراء ولدت المسيح بدون ألم (فصل 5:3-10). والقرآن يقول إنها تألمت (مريم 23:19).